• .. أنا مش رأفت!!
_____
كنت أنتظر الأتوبيس عندما وجدته ينظر الى نظرات مريبة.. يتفرس في ملامحي بتركيز شديد .
حاولت أن أنشغل عنه بالنظر إلى المارة و السيارات.. أخرج تليفونه المحمول و ظل يتكلم فيه و عينه لم تنزل من على لحظة واحدة .. لا أخفى عليكم انتابني الخوف ..
قررت أن أركب تاكسي .. مددت ذراعي لأشير للتاكسي القادم .....وفجأة .....شعرت بكماشة تقبض على ذراعى .. وأشخاص تحيط بى من جميع الاتجاهات .. وصوت أجش يقول لى ..
إحنا حنوصلك يا رأفت !!
رأفت مين ؟؟ وانتو مين أساسا ؟؟
لم أجد رد !!
سرت معهم بقوة الدفع والجذب الى البوكس الموجود بجوار محطة الاتوبيس
أنتم واخدنى على فين ؟؟
اركب من سكات يا رافت
مين رأفت ده .. ما تفهمونى حاجة
ركبت البوكس مكرها .. وجلس حولى هؤلاء الاشخاص .. تفرست فى ملامحهم بدقة .. يا ساتر يا رب .. ايه الأشكال دى ؟؟ دى مش وشوش .. دى أستغفر الله .. ولا بلاش
انطلق البوكس الى قسم الشرطة .. كان قلبى يدق فى عنف و عقلى يعمل بسرعة .. يا ترى مين رأفت ده ؟؟
أخيرا وقفت أمام ظابط الشرطة .. شكله أرحم شوية .. بنى ادم زينا يعنى
جلس على المكتب .. وضع قدميه فوق المكتب فى مقابل وجهى تماما .. دخن سيجارته فى استمتاع و عجرفة .. ثم نظر الى فى امتعاض
أخيرا .. يا رأفت..
أستغفر الله العظيم .. حتى انت يا سعادة الباشا .. أنا مش رأفت ..أنا ....................انفجرت
قنبلة على قفايا واسودت الدنيا أمام عينى لحظات ......... كلم الباشا عدل يا ابن ال ............ شعرت بدوار شديد .. و الظابط يكرر فى اصرار
أخيرا يا رأفت..
يا باشا .. والله العظيم تلاته أنا مش رأفت .. طيب شوف البطاقة .. انا اسمى جامعاوى ... و طالب فى الجامعة .. طب شوف كارنيه الكلية
إحنا فاهمين الحركات دى .. ومعاك بطاقة مزورة كمان .. بتفجر نفسك فى الازهر ليه يا رأفت ؟؟؟
يا نهار اسود .. بتقول ايه يا باشا ؟؟
كرر وهو يجز على اسنانه و هو ينطق الحروف ...
بتفجر .. نفسك .. فى .. الازهر .. ليه .. يا .. رأفت .. يا .. بشندى .. ؟؟
لم أفهم السؤال .. وشعرت بضباب كثيف يتكون أمام عينى .. وأحسست ان الدنيا بتلف بيه
يا باشا .. ايه الكلام العجيب ده ؟؟ أنا لو فجرت نفسى قبل كده .. حقف ازاى بين ايد سعادتك دلوقتى ؟؟
أحسست أنى أفحمته .. ولكننى فوجئت بالرد
احنا فاهمين الحركات دى كويس ... احسنلك تعترف بالحقيقة .. انت فجرت نفسك فى الازهر وبعدين فجرت نفسك تانى فى ميدان التحرير
استمررت انظر الى الظابط فى ذهول .. أكيد الجماعة دول بيهزروا ... هو ده التفسير الوحيد
ابتسمت عند هذه النقطة من التفكير .. وقلت للظابط وانا مازلت ابتسم .. عندك حق يا باشا .. انا فجرت نفسى مرتين ... بس خد بالك يا باشا أحسن أفجرها تانى قدامك دلوقتى ......
انفجرت قنبلة اخرى على قفايا ..اندفعت ثلاثة أمتار للأمام لتصطدم رأسى فى جدار الغرفة ويتفجر منها الدماء
بص يا رأفت .. شايف الدم اللى على الحيطة ده.. حيدخل طبيب شرعى دلوقتى و يحلل ال DNA بتاعك
لم تكتمل كلماته حتى دخل الغرفة رجل قصير يرتدى قميص أبيض ويحمل جهاز غريب فى يده
مد اصبعه على الحائط .. لمس الدم المتجمد على الحائط ..ثم لمس شاشة الجهاز .. وقال بصوت رخيم
رأفت أحمد بشندى .. يحمل فكر سلفى .. فجر نفسه مرتين .ز مرة فى الأزهر و مرة فى ميدان التحرير
وهنا قال الظابط فى شماته ..
مش قلتلك يا رأفت.. انت أقل حكم يتحكم عليك بيه هو الموت حرقا بالرصاص
ظللت أصرخ .. و أصرخ .. وأصرخ
أنا برىء ... أنا مش رأفت ... أنا برىء ..
فجأة .. وجدتنى نائم فى سريرى .. والشمس على و شك الشروق
وسمعت صوت أمى الحنون وهى تنادى على ....
انت صحيت يا رأفت ؟؟؟
• من بدرى يا ماما
• ههههههههههههههههههههه
الحمد لله الحمد لله . كان كابوز مفسع
يااااااااااااااااااااااااا
ااااااااااااة